كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ولكن. من الذي يرى هذه الآيات ويستشعرها؟ لمن تعلن هذه الآيات عن نفسها؟ لمن؟
{للمؤمنين}.
فالإيمان هو الذي يفتح القلوب لتلقي الأصداء والأضواء والأنداد؛ والإحساس بما فيها من آيات الله المبثوثة في الأرض والسماء. والإيمان هو الذي تخالط القلوب بشاشته فتحيا وترق وتلطف؛ وتلتقط ما يذخر به الكون من إيحاءات خفية وظاهرة. تشير كلها إلى اليد الصانعة. وطابعها المميز في كل ما تصوغه وتبدعه من أشيئاء ومن أحياء. وكل ما خرج من هذه اليد فهو خارق معجز لا يقدر على إبداعه أحد من خلق الله.
ثم ينتقل بهم السياق من افاق الكون إلى ذوات أنفسهم؛ وهي أقرب إليهم. وهم بها أكثر حساسية:
{وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون}.
وخلق هذا الإنسان بهذا التكوين العجيب. وبهذه الخصائص الفريدة. وبهذه الوظائف اللطيفة الدقيقة المتنوعة الكثيرة. خارقة. خارقة نسيناها لطو ل تكرارها. ولقربها منا! ولكن التركيب العضوي لجارحة واحدة من جوارح هذا الإنسان مسألة تدير الرأس عجبًا ودهشة واستهوالًا لهذا التركيب العجيب!
إن الحياة في أبسط صورها معجزة. في الإميبا ذات الخلية الواحدة. وفيما هو أصغر من الإميبا! فكيف بها في هذا الإنسان الشديد التركيب والتعقيد؟ وهو في تركيبه النفسي أشد تركبًا وتعقدًا من تركيبه العضوي!
وحو له تلك الخلائق التي تدب على الأرض أنواعًا وأجناسًا. وأشكالًا وأحجامًا. لا يحصيها إلا الله. وأصغرها كأكبرها معجز في خلقه. معجز في تصريفه. معجز في تناسب حيواته على هذه الأرض. بحيث لا يزيد جنس عن حدود معينة. تحفظ وجوده وامتداده. وتمنع طغيانه على الأجناس طغيان إبادة وإفناء.
واليد الممسكة بزمام الأنواع والأجناس تزيد فيها وتنقص بحكمة وتقدير؛ وتركب في كل منها من الخصائص والقوى والوظائف ما يحفظ التوازن بينها جميعًا.
النسور جارحة ضارية وعمرها مديد. ولكنها في مقابل هذا نزرة قليلة البيض والفراخ بالقياس إلى العصافير والزرازير.. ولنا أن نتصور كيف كان الأمر يكون لوكان للنسور نسل العصافير؟ وكيف كانت تقضي على جميع الطيور!
والأسود كذلك في عالم الحيوان كاسرة ضارية. فكيف لوكانت تنسل كالظباء والشاء؟ إنها ما كانت تبقي على لحم في الغابة ولا غذاء.. ولكن اليد التي تمسك بالزمام تجعل نسلها محدودًا بالقدر المطلوب! وتكثر من ذوات اللحوم من الظباء والشاء وما إليها لسبب معلوم.
والذبابة الواحدة تبيض في الدورة الواحدة مئات الألوف.. وفي مقابل هذا لا تعيش إلا حوالي أسبوعين اثنين. فكيف لوأفلت الزمام فعاشت الذبابة الواحدة أشهرًا أوسنين؟ لكان الذباب يغطي الأجسام ويأكل العيون؟ ولكن اليد المدبرة هناك تضبط الأمور وفق تقدير محسوب فيه حساب كل الحاجات والأحوال والظروف.
وهكذا وهكذا. في الخلق ذاته. وفي خصائصه. وفي تدبيره وتقديره. في عالم الناس. وعالم الدواب.. في هذا كله آيات. آيات ناطقة. ولكن لمن؟ من الذي يراها ويتدبرها ويدركها؟
{لقوم يوقنون}.
واليقين هو الحالة المهيئة للقلوب كي تحس. وكي تتأثر. وكي تنيب.. اليقين الذي يدع القلوب تقر وتثبت وتطمئن؛ وتتلقى حقائق الكون في هدوء ويسر وثقة. وفي راحة من القلق والحيرة والزعزعة. فتصوغ من أقل ما تحصل. أكبر النتائج وأعظم الآثار في هذا الوجود.
ثم ينتقل بهم من ذوات أنفسهم وحركة الأحياء حو لهم. إلى الظواهر الكونية. وما ينشأ عنها من أسباب الحياة لهم وللأحياء جميعًا:
{واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون}.
واختلاف الليل والنهار ظاهرتان قد يُخلق جدتهما في نفوس البشر التكرار! ولكن آية عجيبة تطالع الحس البشري وهو يواجه الليل أول مرة أو يواجه النهار؟ إن القلب الشاعر المتفتح يرى هذه العجيبة دائمًا. وينتفض لها دائمًا؛ ويرى يد الله التي تدير الكون كله كلما رأى الليل والنهار.
وتنمومعارف البشر. ويتسع علمهم عن بعض الظواهر الكونية. ويعرفون أن الليل والنهار ظاهرتان تنشان عن دورة الأرض حو ل محورها أمام الشمس مرة في كل أربع وعشرين ساعة. ولكن العجيبة لا تنقص شيئًا بهذه المعرفة. فإن دورة الأرض هذه عجيبة أخرى. دورة هذا الجرم حو ل نفسه بهذه السرعة المنتظمة. وهو عائم في الهواء. سابح في الفضاء. غير مستند إلى شيء إلا إلى القدرة التي تمسك به وتديره كما شاءت بهذا النظام الذي لا يتخلف. وبهذا القدر الذي يسمح للأحياء والأشيئاء أن تظل على سطح هذا الكوكب السابح السارح الدائر في الفضاء!
ويتوسع البشر في علمهم فيدركون أهمية هاتين الظاهرتين على سطح الأرض بالقياس إلى الحياة والأحياء؛ ويعرفون أن تقسيم الأوقات بين الليل والنهار بهذه النسبة على سطح هذا الكوكب عامل رئيسي لوجود الحياة وبقاء الأحياء؛ وأنه لولم توجد هاتان الظاهرتان بهذا القدر وعلى هذا النظام لتغير كل شيء على هذه الأرض. وبخاصة تلك الحياة الإنسانية التي تخص المخاطبين.
من الأحياء! ومن ثم تزداد هاتان الظاهرتان أهمية في الحس البشري ولا تنقصان!
{وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها}.
والرزق قد يكون المقصود به هو الماء النازل من السماء. كما فهم منه القدماء. ولكن رزق السماء أوسع. فهذه الأشعة التي تنزل من السماء ليست أقل أثرًا في إحياء الأرض من الماء. بل إنها لهي التي ينشأ عنها الماء بإذن الله. فحرارة الشمس هي التي تبخر الماء من البحار فتتكاثف وتنزل أمطارًا. وتجري عيونًا وأنهارًا؛ وتحيا بها الأرض بعد موتها. تحيا بالماء وتحيا بالحرارة والضياء سواء!
{وتصريف الرياح}.
وهي تمضي شمالًا وجنوبًا. وشرقًا وغربًا. منحرفة ومستقيمة. دافئة وباردة. وفق النظام الدقيق المنسوق المقصود في تصميم هذا الكون العجيب؛ وحساب كل شيء فيه حسابًا دقيقًا لا يترك شيئًا للمصادفة العمياء.. ولتصريف الرياح علاقة معروفة بدورة الأرض. وبظاهرتي الليل والنهار. وبالرزق الذي ينزل من السماء. وكلها تتعاون في تحقيق مشيئة الله في خلق هذا الكون. وتصريفه كما أراد. وفيها {آيات} معروضة في الكون. ولكن لمن؟
{لقوم يعقلون}.
فللعقل هنا عمل. وله في هذا الميدان مجال.
هذه بعض آيات الله الكونية. يشير إليها هذه الإشارات الموحية للمؤمنين. الذين يوقنون والذين يعقلون. يشير إليها بآيات الله القرآنية. فتلمس القلوب. وتوقظ العقول. وتخاطب الفطر بلغتها المباشرة. بما بينها وبين هذا الكون من صلة عميقة باطنة. لا يحتاج إيقاظها إلا إلى كلمات موحية كايات هذا القرآن. فمن لم يؤمن بهذه الآيات فلا رجاء في أن يؤمن بسواها؛ ومن لم توقظه هذه الإشارات الموحية فلن توقظه الصرخات من غير هذا الصوت المستجاب:
{تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون}.
إن أي كلام لن يبلغ كلام الله في القرآن. وإن أي إبداع لن يبلغ إبداع الله في الكون. وإن أية حقيقة لن تبلغ حقيقة الله في الثبوت والوضوح واليقين.
{فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون}.
وهنا لا يليق بمن لا يؤمن إلا التهديد والتنكيل:
{ويل لكل أفاك أثيم يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرًا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم وإذا علم من آياتنا شيئًا اتخذها هزوًا أولئك لهم عذاب مهين من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم}.
وتصور هذه الآيات كما أسلفنا في تقديم السورة جانبًا من استقبال المشركين لهذه الدعوة في مكة. وإصرارهم على باطلهم. واستكبارهم عن سماع كلمة الحق البين. ومكابرتهم في هذا الحق كأنه لم يطرق أذهانهم. وسوء أدبهم مع الله وكلامه.. ومقابلة القرآن لهذا كله بالترذيل والتقبيح والتهديد والوعيد. والتلويح بالعذاب الأليم المهين العظيم.
{ويل لكل أفاك أثيم}.
والويل الهلاك. والأفاك الكذاب المارد على الكذب. والأثيم الكثير المقارفة للإثم. والتهديد شامل لكل من هذه صفته. وهو تهديد صادر من الله القوي القاهر الجبار. القادر على الهلاك والدمار. الصادق الوعد والوعيد والأنذار. فهو تهديد رعيب مفزع مرهوب.
هذا الأفاك الأثيم. آية إفكه وعلامة إثمه. أنه يصر على الباطل ويستكبر على الحق ويتعالى عن الخضوع لآيات الله. ولا يتأدب بالأدب اللائق مع الله:
{يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرًا كأن لم يسمعها}.
وهذه الصورة البغيضة ولوأنها صورة فريق من المشركين في مكة. إلا أنها تتكرر في كل جاهلية. وتتكرر اليوم وغدًا. فكم في الأرض. وبين من يقال إنهم مسلمون. من يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرًا كأن لم يسمعها؛ لأنها لا توافق هواه. ولا تسير مع مألوفه. ولا تعاونه على باطله. ولا تقره على شره. ولا تتمشى له مع اتجاه!
{فبشره بعذاب أليم}.
والبشارة للخير. فهي هنا للسخرية. فإذا كان لا يسمع النذير. فليأته الويل المنظور. في صوت البشير! زيادة في السخرية والتحقير!
{وإذا علم من آياتنا شيئًا اتخذها هزوًا}.
بعد أن يعلمها ويعرف مصدرها. وهذه أشد وأنكى. وهي صورة كذلك مكرورة في الجاهليات الأولى والأخيرة. وكم من الناس. وبين من يقال إنهم مسلمون. من يستهزئ بآيات الله التي يعلمها. ويتخذها مادة للسخرية منها وممن يؤمنون بها؛ ومن يريدون أن يرجعوا أمر الناس والحياة إليها.
{أولئك لهم عذاب مهين}.
فالمهانة هي الجزاء المناسب لمن يستهزئ بآيات الله وهو يعلمها.
وهوعذاب حاضر قريب؛ وإن كان موعده اتيًا بعد حين. ولكنه في حقيقته قائم موجود:
{من ورائهم جهنم}.
ولفظ {من ورائهم} مقصودة ظلاله فوق معناه. وظلاله.. أنهم لا يرونه لأنه من ورائهم ولا يتقونه لأنهم في غفلة عنه؛ ولا يفوتهم فهم سيقعون فيه!
{ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئًا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء}.
فليس شيء مما عملوا أو ملكوا بنافعهم شيئًا. فعملهم ولوصلح هباء لا يقدرون على شيء منه. وهو قائم على غير أساس من إيمان. وملكهم زائلٍ لا يصاحبهم منه شيء فيه غناء. وأولياؤهم من دون الله الهة أوأعوانًا وجندًا أوخلأنا لا يملكون لهم نصرًا ولا شفاعة.
{ولهم عذاب عظيم}.
فوق أنه مهين. فجرمهم في الاستهزاء بآيات الله قبيح يقتضي المهانة. جسيم يقتضي جسامة التعذيب.
وينتهي هذا المقطع. الذي ورد فيه ذكر الاستهزاء بآيات الله. والصد عنها والاستكبار. بكلمة عن حقيقة هذه الآيات؛ وجزاء من يكفر بهذه الحقيقة في إجمال:
{هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم}.
إن حقيقة هذا القرآن أنه هدى. هدى خالص مصفى. هدى ممحض لا يشوبه ضلال. فالذي يكفر بعد ذلك بالآيات. وهذه حقيقتها. يستحق ألم العذاب. الذي يمثله توكيد معنى الشدة والإيلام. فالرجز هو العذاب الشديد. والعذاب الذي يهددون به هو عذاب من رجز أليم.. تكرار بعد تكرار. وتوكيد بعد توكيد. يليق بمن يكفر بالهدى الخالص الممحض الصريح.
وبعد التهديد المخيف. والوعيد الرعيب. يعود فيلمس قلوبهم لمسًا رفيقًا. بالتذكير بأنعم الله التي سخرها لهم في هذا الكون العريض:
{الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
إن هذا المخلوق الصغير.. الإنسان.. يحظى من رعاية الله سبحانه بالقسط الوافر. الذي يتيح له أن يسخر الخلائق الكونية الهائلة. وينتفع بها على شتى الوجوه. وذلك بالاهتداء إلى طرف من سر الناموس الإلهي الذي يحكمها. والذي تسير وفقه ولا تعصاه! ولولا هذا الاهتداء إلى طرف السر ما استطاع الإنسان بقوته الهزيلة المحدودة أن ينتفع بشيء من قوى الكون الهائلة؛ بل ما استطاع أن يعيش معها؛ وهو هذا القزم الصغير. وهي هذه المردة الجبابرة من القوى والطاقات والأحجام والأجرام.
والبحر أحد هذه الجبابرة الضخام التي سخرها الله للأنسان. فهداه إلى شيء من سر تكوينها وخصائصها؛ عرف منه هذه الفلك التي تمخر هذا الخلق الهائل. وهي تطفوعلى ثبج أمواجه الجبارة ولا تخشاها! {لتجري الفلك فيه بأمره}.. فهو سبحانه الذي خلق البحر بهذه الخصائص. وخلق مادة الفلك بهذه الخصائص. وجعل خصائص الضغط الجوي. وسرعة الرياح وجاذبية الأرض.. وسائر الخصائص الكونية الآخرى مساعدة على أن تجري الفلك في البحر. وهدى الإنسان إلى هذا كله فأمكنه أن ينتفع به. وأن ينتفع كذلك بالبحر في نواح أخرى: {ولتبتغوا من فضله} كالصيد للطعام وللزينة. وكذلك التجارة والمعرفة والتجربة والرياضة والنزهة؛ وسائر ما يبتغيه الحي من فضل الله في البحار.
سخر الله للأنسان البحر والفلك. ليبتغي من فضل الله؛ وليتجه إليه بالشكر على التفضل والأنعام. وعلى التسخير والاهتداء: {ولعلكم تشكرون}.. وهو يوجه قلبه بهذا القرآن إلى الوفاء بهذا الحق. وإلى الارتباط بذلك الأفق. وإلى إدراك ما بينه وبين الكون من وحدة في المصدر ووحدة في الاتجاه.
إلى الله.
ومن تخصيص البحر بالذكر إلى التعميم والشمو ل. فلقد سخر الله لهذا الإنسان ما في السماوات وما في الأرض. من قوى وطاقات ونعم وخيرات مما يصلح له ويدخل في دائرة خلافته:
{وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعًا منه}.
فكل شيء في هذا الوجود منه وإليه؛ وهو منشئه ومدبره؛ وهو مسخره أو مسلطه. وهذا المخلوق الصغير.. الإنسان.. مزود من الله بالاستعداد لمعرفة طرف من النواميس الكونية. يسخر به قوى في هذا الكون وطاقات تفوق قوته وطاقته بما لا يقاس! وكل ذلك من فضل الله عليه. وفي كل ذلك آيات لمن يفكر ويتدبر؛ ويتبع بقلبه وعقله لمسات اليد الصانعة المدبرة المصرفة لهذه القوى والطاقات:
{إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون}.
والفكر لا يكون صحيحًا وعميقًا وشاملًا. إلا حين يتجاوز القوى والطاقات التي يكشف سرها. إلى مصدر هذه القوى والطاقات؛ وإلى النواميس التي تحكمها؛ وإلى الصلة بين هذه النواميس وفطرة الإنسان. هذه الصلة التي تيسر للأنسان الاتصال بها وإدراكها. ولولاها ما اتصل ولا أدرك. ولا عرف ولا تمكن. ولا سخر ولا انتفع بشيء من هذه القوى والطاقات.